بسم الله.
جاء زمانٌ غريبٌ تغيرتْ فيه الموازينُ وتبدلتْ القيمُ وتدهورتْ الأمورُ وظن أصحابُ الأموال ِأنهم ملكوا زمامَ الأمور ِولكن العلمَ هو الباقى والمالَ هو الفانى
وعبّر أحدُ أصحابِ الأموال ِعن ذلك فقالَ :
مَنْ كان يَمِلكُ درهمْين تـعـلـمـتْ
شفـتاه أنْـواعَ الـكـلام ِفـقـالا
وتقدمَ الْفصحاءُ فاستمعــوا لـــهُ
ورأيتهُ بَيْن الورى مخـتــــالاً
لولا دراهمُه التى فى كــيـســِـه
لرأيته شرَ الـــبــــريــــِة حالاً
إن الغنىَ إذا تكلمَ كاذباً قـــالــــوا
صدقتَ وما نـطـقــتَ مــحـــالاً
وإذا الفقيرُ أصابَ قالوا لم تصبْ
وكذبتَ يا هــذاْ وقـلـتَ ضــلالاً
إن الدراهمَ فى المواطن ِكـــِـلـهـا
تكسو الرجالَ مهابة ً وجـــلالاً
فهى اللسانُ لمِنْ أرادَ فــصـاحــة ً
وهى السلاحُ لِـمَـنْ أرادَ قِـتَـالاً
قال مؤيد الدين الأصبهاني المتوفى سنة 513 هجرية
من قاس العلم بالثراء فإنه في حكمه أعمى البصيرة كاذب
العلم تخدمه بنفسك دائما والمال يخدم عنك فيه نائب
والمال يُسلب أو يبيد بحادث والعلم لا يُخشى عليه سالب
والعلم نقش في فؤادك راسخ والمال ظل عن فنائك ذاهب
هذا على الإنفاق يغزر فيضه أبدا وذلك حين تنفق ناضب
العلم مبلغ قوم ذروة الشرف وصاحب العلم محفوظ من التلف
يا صاحب العلم مهلا لا تُدنسه بالموبقات ، فما للعلم خلف
العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف